الثلاثاء، 23 نوفمبر 2021

تقرير أسود عن واقع التدريس عن بعد في الجامعات

التصنيفات

انتقدت “الجمعية الجزائرية للدكاترة الباحثين” ومختلف التنظيمات الطلابية واقع الدراسة عن بعد في الجامعات الجزائرية، الذي فرضته جائحة كورونا، وتحول إلى كابوس ومعانات لآلاف الطلبة، الذين وجدوا أنفسهم بلا تكوين جراء عجزهم عن التواصل مع أساتذتهم، لغياب الانترنت في أغلب الإقامات الجامعية، حسبما أكده المنتقدون، الذين طالبوا بضرورة تقييم عاجل لهذه العملية، التي سجلوا عنها تقارير سوداء تضمنت ثغرات وتجاوزات لا ينبغي حسبهم السكوت عنها.

وفي هذا الإطار، أكد رئيس الجمعية الجزائرية للدكاترة الباحثين، وادي ابراهيم، في تصريح لـ”الشروق” اليومي، أن الكثير من الطلبة ذهبوا ضحية النقائص والثغرات الموجودة في مزاولة دراستهم عن بعد، بسبب التسرع في تطبيق هذا المنهج، بدون توفير الإمكانيات التكنولوجية والبيداغوجية لهذا الغرض. وأكد محدثنا، بناء على تقرير اطلعت عليه “الشروق”، أنه وقف شخصيا على معاناة الطلبة وحرمان الكثير منهم من إجراء الامتحانات المبرمجة عن بعد، وهذا لعدة أسباب، أولها أن الانترنت ليست متاحة للجميع والكثير من الطلبة لا يملكون الأجهزة التي تمكنهم من التماشي مع هذه التقنية.

وأكد أن التعليم عن بعد جاء بشكل مفاجئ للطلبة بسبب جائحة كورونا، ولم يتم التحضير مسبقا لهذا المشروع الذي يتطلب توفير جميع الوسائل التكنولوجية لإنجاح العملية، وهذا ما تسبب حسبه في بروز ظاهرة تحجج الطلبة بعدم وجود الانترنت سواء في الإقامات الجامعية وحتى في بيوتهم لمزاولة الدراسة عن بعد، ما يجعل الأساتذة يقعون في حرج كبير في تقييم الطلبة ولا يمكنهم محاسبتهم بدون توفير الانترنت.

وكشف وادي عن تراجع كبير للتحصيل العلمي والعمل الميداني منذ بداية تطبيق الدراسة عن بعد، حيث عجز الكثير من الطلبة عن فهم الدروس ومتابعة شرح الأساتذة بسبب انعدام وضعف الانترنت في الكثير من الإقامات الجامعية، مؤكدا أن الدراسة عن بعد لم تنجح في الكثير من التخصصات التي تعتمد على الأعمال التطبيقية، في حين نجحت نسبيا في التخصصات الأدبية.

المنحة السنوية لا تمكن الطالب من شراء حاسوب

ومن جهته، أكد رئيس مكتب الحركة الوطنية للطلبة الجزائريين، لولاية الجزائر، أسامة مرجان، في تصريح لـ”الشروق” اليومي أن أغلب الإقامات الجامعية عبر الوطن تعاني من انعدام وضعف كبير للانترنت، ما تسبب في حرمان الطلبة من مزاولة الدروس عن بعد، واستغرب المتحدث لإطلاق هذه العملية بدون التحضير الجيد لها وتوفير كل الوسائل لإنجاحها، فنوادي الانترنت حسبه غائبة عن أغلب الإقامات الجامعية والكثير من الطلبة لا يحوزون الأجهزة التكنولوجية، وما يتحصلون عليه من منحة جامعية لمدة سنة لا يكفيهم لشراء جهاز حاسوب وهناك طلبة لا يملكون حتى ثمن “الفليكسي” بسبب ظروفهم الاقتصادية القاهرة، وهي “النقاط التي وقفنا عليها ميدانيا في الكثير من الإقامات وكانت محل تقرير أسود قدمناه للإدارة بخصوص واقع التعليم عن بعد في مختلف الجامعات الجزائرية”، يقول المتحدث.

غياب مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلبة

وفي السياق ذاته، كشف نائب الأمين العام للاتحاد الوطني للطلابي الحر، بن مالك عبد الكريم، أن الاتحاد نظم ندوة وطنية مؤخرا، لتقييم الدخول الجامعي ووقف على الكثير من التجاوزات التي طالت عملية التعليم عن بعد، أهمها ضعف الانترنت وغيابها في العديد من الإقامات الجامعية التي لا تملك ولا واحدة منها عبر الوطن خط التدفق العالي للإنترنت، وأضاف أن التطبيقات والبرامج التي خصصتها الوزارة لتمكين الطلبة من مزاولة الدراسة عن بعد شهدت ثغرات ونقائص وأعطاب متكررة، “ما نتج عنه جيل كامل من الطلبة بلا تكوين وتنظيم امتحانات عشوائية في ظل غياب تقييم حقيقي لهذه العملية، التي تتطلب إعادة نظر وتوفير عاجل للانترنت ذات التدفق العالي وتمكين الطلبة من الحصول على الأجهزة التكنولوجية لتمكينهم من الاستفادة من هذه البرامج، وتوفير مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الطلبة عبر الوطن”، على حد تعبيره.

المصدر : جريدة الشروق